نداء الملك سعود
رحمه الله النادر حيث يظهر مدى إنسانية حكمه . وحمل هم الوطن العربي منذ 50 عاماً
الملك سعود يعمل على حقن الدماء في الجزائر نداء جلالته إلى الجزائريين و
العالم العربي .
طـُبعت في مطبعة ]الناقد[ - دمشق
طـُبعت في مطبعة ]الناقد[ - دمشق
العدد 6 الاثنين 10 ايلول 1962 م
11 ربيع الثاني 1382 هـ
(نداء عام موجه من حضرة صاحب الجلالة الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية إلى الجزائريين و العالم العربي أن النصر المؤزر الذي وصلت إلى تحقيقه الجزائر المكافحة بعد سبع سنوات طوال من الصراع والجهاد الحق في سبيل الاستقلال وفي سبيل خلق الجزائر الحرة المستقلة , يكاد يضيع في خضم الخلافات الراهنة بين الزعماء الجزائريين في الوقت الذي لم تنته فيه أفراح العالم العربي بذلك النصر المبين , وان الخلاف الشديد بين وجهات النظر في الجزائر اليوم يكاد يطيح بكل المعاني النبيلة السامية و المثل الرفيعة للكفاح و الجهاد و المبادئ الكبرى التي ضربتها الثورة الجزائرية للعالم أجمع , ويكاد يطيح أيضاً بكل المثل التي وضعتها الثورة الجزائرية للثورات و للنضال في سبيل الحرية وفي سبيل التخلص من الاستعمار ؛ وان الحفاظ على نتائج هذا النضال الطويل وذلك الكفاح المرير ليس أمراً مقصوراً القيام به على الجزائريين وحدهم , و انما هو أمر يخص العالم كله عامة و العالم الاسلامي و العالم العربي بصفة خاصة . وإننا ونحن نتلقى أبناء اندلاع الحرب الأهلية في الجزائر , لا يسعنا إلا أن نهب كامل امكانياتنا و قدراتنا للعمل الجدي المخلص المجرد على اطفاء الفتنة العارمة وعلى تقريب وجهات النظر بين الأخوة المتخاصمين , ونحن فيث سبيل ذلك نهيب بالجزائر أنفسهم الذين ذاقوا مرارة الالم و شدة العذاب ولوعة القتال بأن يحكموا العقل و المنطق في هذا الوقت العصيب ليحافظوا على نتائج ثورتهم الباسلة مهما لحق أشخاصهم من تضحيات وهم الذين ضحوا بكل شئ في سبيل هذا الكيان الكريم , كما ان من الواجب أن نذكر اخواننا الجزائريين بأن العدو لا يزال يتربص بهم الدوائر ولا يزال لهم بالمرصاد وخليق بالابطال الذين ضربوا أروع أمثلة البطولة و الكفاح للعالم أن يضربوا أمثلة جديدة في التضحية و الحكمة و ضبط النفس بالشكل الذي يحقق للثورة نتائجها السعيدة , كما و أننا نهيب بالدول العربية جمعاء شعوباً و حكومات و أفراد أن يبذلوا كل مالديهم من الوسائل والامكانيات لاطفاء نار الفتنة وتقريب وجهات النظر المختلف عليها و ايقاف الحرب الاهلية القائمة في الجزائر الآن و التي لا يقرها شئ من دين أو عقل أو حكمة . وفي سبيل ماندعو إليه فقد قررنا ايفاد بعثة خاصة برئاسة وزير دفاعنا للقيام بواجب المحاولة الجادة الفعالة للاتصال بالمسؤولين بالمسؤولين في الجزائر و العمل معهم على ما يحقن الدماء ويصون الارواح ويحفظ للجزائر نتائج ثورتها المباركة ويوحد بين قلوب أبنائها على الخير و الفلاح . كما اننا وجهنا دعوة الى الجامعة العربية للانعقاد بشكل استثنائي طارئ تدرس فيه الوسائل التي ينبغي ايجادها للتغلب على هذا الموقف العصيب . وفي نفس الوقت فقد طلبنا من رؤساء الدول العربية العمل على بذل ما في وسعهم جماعات و وحداناً لاطفاء نار هذة الفتنة , سائلين الله تعالى نجاح هذة المساعي وتوفيق الجزائريين الى الرجوع الى طريق الحق و الحكمة و السداد , و الله ولي التوفيق ) .
الناقل / المُـجـلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق