الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

بيئــــتي والفيلـم الــوثـــائقـي

الأربعاء، ١٤سبتمبر/ أيلول ٢٠١٦ | ١٢ ذو الحجة١٤٣٧
نسمح بإعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
مــن كـــتاب أدب الـــــرحــــلات
بيئــــتي والفيلـم الــوثـــائقـي

كما العادة، عند عودتي من رحلة الشتاء والصيف، أتذكر المحطات العابرة، والأخبار الماطرة، والأحداث الصاعقة، والأمثلة الزائلة، والعبرة من بعد كل هذا.
أراقب العالم يتحول كل يوم ويلفظ أنفاسه الأخيرة ثم يعود وينتفض صارخاً ويحارب التنفس الاصطناعي ليعود من جديد، كعادته ليزفر الكربون، ويمضغ الأوكسجين، ليحوله الى سلعة نادرة الوجود.
تحسست جهازي البيئي من تنفس وهضم وغيرها من أجهزة خلقها الله الجليل، لتصفي السموم وتطهرنا من ذرات الخبث والخبيث.
لماذا الشجر توقف عن النمو الأفقي والعشب جف وتصحرت الغابات وذاب الجليد وماتت الدمعة في عيون الأطفال الذين استبيحت دمائهم وأصبحوا ثروةً لتجارة الرقيق.
الا يرى العالم ما بال الناس لم تعد تعرف إحساس التشرد والفقر، وتأكل فتات وقوت يومها مما تجود البيئة التي أصبحت جافة وقاحلة كعقول المارة الذين يأكلون الحصرم ويضرس العالم من بعدهم ويتوه كما تاه من قبله قوم موسى ونوح.
رأيت قمم تصعد وأمم تزول، هذا الصيف كان حاراً بكل المقاييس.
رأيت فيلماً سينمائياً ينبأ بخريف قادم حزين على الأبواب، وجفاف الطبيعة هي أقسى حالات التقشف الكوني
حينها الطقس الرمادي يلقي بألوانه الباهتة ظلاله على عقول المفكرين، والأمم الزائلة.
فتنعكس الصورة وينعكس الضوء وتتلألأ ومضات النجوم الحائرة في سماء لا تعرف لها حال ولا حرارة.
رأيت تصحر الغابة في منتصف الربيع فهذا الصيف أقسمت البيئة أن تتحول الى وحش لا يعرف الرحمة لتبديل الحرارة العالمية.
فيلم سينمائي وتحول جذري لجميع لاعبي الأدوار والمتفرجين
ضجت الطرق ونطقت الزوايا بقصص ورواية
هل هذا الصيف سيكون بداية أم نهاية مرحلة انتقالية لتستقر في أجواء تثمر ثمارً تأكل منها الأجيال القادمة، فالمسؤولية جماعية واخلاقية، فالبيئة لن ترحمنا أن استدلنا الستار على المصالحة الوطنية مع الساحات الشعبية التي تنمو فيها الأشجار والأطفال، وتروي قصصً وأشعارً، لتكبر أجيال وتنمو أجيال في ظلال شجرة وطن يحتضن كل المواسم والفصول الأربعة بحنان وعناق يدوم ويواجه تقلب الأجواء العالمية التي أصبحت مصدر تسمم شعاعي للضمائر الفكرية التي تعاني من داء التوحد ومتلازمة اسمها النزوح من الأزمة الكونية.
*كاتبة سعودية
PrincessBasmah @
خاص بموقع سمو الأميرة بسمة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق