بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا
محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم
قد وعدت قرائي العزاء بتصريح خاص ومهم منذ عدة أيام ،
وها أنا سأتكلم بكل صراحة وشفافية ، إلى كل مواطن في المملكة العربية السعودية
والأشقاء العرب بكل أطيافهم ومذاهبهم، وأخص بذلك المسلمين ، فقد حبانا الله سبحانه
وتعالى بأن أرسل رسول الرحمة والوسطية والتسامح، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
وكان خير من علمنا الأخلاقيات المحمدية الإسلامية، بإرساله من حورب من أهله
وصحابته إلى إثيوبيا تحت حراسة الملك النجاشي المسيحي، لعلمه بأن المسيحية
واليهودية هي من الأديان السماوية، والتي يجب على كل إنسان أن يفهم أن التفرقة ليست
من تعاليمنا ولا تعاليم رسولنا بل هي نتيجة غسل عقول أمتنا من قبل بعض الفئات
لتشويه صورة أمتنا وصورة رسولنا صلى الله عليه وسلم.
وعندما زرت مصر الشقيقة لتدشين مؤسستي العالمية بزيارة شيخ
الأزهر الإمام أحمد الطيب والبابا شنودة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في إفريقيا،
إنما لأوجه رسالة معينة لتذكير أمتنا العربية بما فعله نبينا، وبحيث أنني لم أجد
التجاوب من قبل أي مؤسسة وطنية على كل المستويات الحكومية والدينية والمدنية،
بإعطاء الفرصة لخدمة وطني بافتتاح هذه المؤسسة أو أي مشروع وطني بافتتاح هذه
المؤسسة أو أي مشروع وطني يساعد على محو البطالة ومساعدة الحركة الوطنية لقولبة
"زي" يناسب مجتمعنا بكل أطيافه وجغرافيته وطوائفه، فإنني عاجزة على أن
أكون مصدرا للمساعدة الداخلية الوطنية ، عندما لا يتاح لي المجال في أن أعمل بشكل
صحي داخل بلدي الحبيب.
لذا رأيت أن أبدأ مشاريعي
الإنسانية في بلد شقيق قد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام في أحاديثه كأشقاء
ومسلمين ، وكما نعرف أن الأقباط قد سكنوا مصر ولهم تاريخ يجب على كل إنسان مسلم أن
يقدره ويحترمه، حيث كانت ماريا زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، هي من أقباط مصر، وليس على أحد أن
يحمل نفسه وزر التصريحات التي نشرت في كل المواقع من حيث بشاعة اللغة وركاكتها،
فهذا لا ينم إلا عن جهل بديننا الحنيف ورسولنا الكريم، كما لا ننسى مساعدة وزيارة
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفاتيكان، وحوار الأديان الذي
تبنته المملكة العربية السعودية ولما لها من دلالة كبرى على سماحة واحترام
السعوديين برئاسة ملك الإنسانية وحكومته لكل الشعوب والأديان.
وإنما أنا رسول سلام ومحبة
وإنسانية لكل الشعوب على شتى أطيافهم ومذاهبهم، ولا أفرق بين عربي وأعجمي إلا
بالتقوى، والتقوى هي تقوى القلب، ولا يطلع عليها إلا رب الأنام، وليست بالأسماء
التي نطلقها بكل سطحية على كل من ربى لحية وسمى نفسه بالإسلام، فكم من إرهابي لبس
لباس الإسلام ونفذ عمليات أراقت دماء مئات الآلاف من المسلمين.
لذا أحببت أن أثير هذا
الموضوع لما له من دلالة كبيرة على استقرار هذا البلد من وجود أن تكون لدينا الثقافة
الصحيحة المحمدية للتسامح بين أفراد الوطن وقبائله ومذاهبه بشتى الأطياف، وذلك
حرصا على استقرار الوطن ونبذ كل أنواع التطرف والإسفاف والدعاء على الآخرين، وهذا
ما سنحمل وزره لحين لقاء رب العالمين.
كما أرجو أن يعرف الجميع
بأنني لو استطعت أن أعمل بجدية واستقلالية في بلدي الحبيب لما تركت محتاجا، ولا
مشكلة إلا عالجتها ، وكنت سببا من بعد الله في حلها.
ولكنني مكتوفة الأيدي، ولا
أستطيع إلا الدعاء لسلامة هذا الوطن من التكفير والتطرف والإسفاف والجهل الذي عم
البلاد، ومن هنا أوجه رسالتي وندائي للجميع بأن نتكافل باسم الإنسانية مع الجميع،
ونترك كل ما يؤدي بنا إلى النزول على الهاوية ، ولنمسك بأيدينا كعرب في كل مكان،
ونحترم الآخر ، وبذلك سننتصر
على الجهل الذي كان من أوائل أهداف نبي الأمة إلى أصولنا ونترك ما غسلت به عقولنا،
وأنا مستعدة لأي حوار من علمائنا وقنواتنا التلفزيونية وصحفنا المحلية لإجراء أي
حوار على الهواء مباشرة إن كانت لديهم الجرأة والشجاعة، فأنا في الأول والأخير
مواطنة سعودية وابنة أحد مؤسسي هذه الدولة وخادمة لدينها ومجتمعها . وليست سلعة
للتيارات السياسية والدينية، بل من البنية الأساسية الرئيسية لرفع اسم المملكة العربية السعودية باحترام في المحافل
الدولية.
والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز
آل سعود،،