لقاء صحفي مع مجلة رؤى

                                 تسترجع ذاكرة الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز، الكثير من الحكايات عن والدها الملك سعود -يرحمه الله-
رانيا الوجيه- جدة
تصوير: حياة حفنة

تسترجع ذاكرة الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز، الكثير من الحكايات عن والدها الملك سعود -يرحمه الله- كما تتنوع مصادرها الثقافية والعلمية والرياضية من خلال دراستها الأكاديمية في أكثر من بلد.

«رؤى» التقت الأميرة بسمة، فكشفت أنها رياضية من الدرجة الأولى وحاصلة على بطولات في البولينغ، كما تحدثت عن علاقتها بأبنائها، واعترفت أنها صادفت الكثير من المعوقات أثناء إنشائها مشاريعها نظراً لوجود البيروقراطية.

سمو الأميرة بسمة حدثينا عن طفولتك كابنة ملك؟
وُلدت في الناصرية في الرياض، وأعتبر الأخت الصغرى لسبعة أشقاء يُعرفون بآل خالد، نسبة للأخ الأكبر الأمير خالد بن سعود بن عبد العزيز, ونشأت في لبنان، ودرست هناك المرحلة الابتدائية والإعدادية, وبعد نشوب الحرب الأهلية في لبنان, انتقلت بمعية العائلة إلى بريطانيا عام 1975، وأتمت دراستي الثانوية في بريطانيا، ثم التحقت بجامعة Richmond UK، لدراسة العلوم الاجتماعية، وتوقفت عن الدراسة في بريطانيا، ثم انتقلت إلى سويسرا ودخلت الجامعة الأمريكية في «لوزان»، وأكملت السنة الثانية في العلوم الاجتماعية, وبعد ذلك توقفت عن الدراسة في سويسرا، وانتقلت إلى جوار والدتي عام 1982، لأدرس سنة طب ثم سنة أدب إنجليزي في جامعة تشرين في سوريا، ودرست عامين علم نفس في الجامعة العربية في بيروت, واكتشفت من خلال تنقلاتي الدراسية والتخصصات المختلفة أنني أحب التنوع وكسب أكبر قدر من المعلومات في مختلف التخصصات العلمية, وهذا يعود إلى طبيعة شخصيتي المتنوعة، لذلك لم أحصل على شهادة جامعية في تخصص معين.

أب حنون
هل بالإمكان أن نتعرف إلى طبيعة علاقتك بوالدك الملك سعود يرحمه الله؟
لا أغفل هنا عن ذكر سيرة الملك سعود الإنسان -يرحمه الله- لأنني لا أذكره إلا كطيف خيال، حيث إنني من أصغر أبنائه, لحظة حانية بيده الحنونة ولقيمات لتشبع قلوبنا الصغيرة, تعلقت بأنامله كأب وإنسان على مائدة متواضعة مدت على الأرض لتذكرنا بأننا مهما علا شأننا فكنا ولا نزال أبناء رجل البادية والصحراء النجدية, رجل ملأ قلبه حب وطنه وحب صفات وتقاليد أب وليس ملكاً فقط، بل ملك على عرش قلوب أبنائه وكل مَن عرفه من محبيه لبساطته وتذكيره الدائم لأبنائه بأنه لم يصل لهذا المنصب إلا ببركة من الله سبحانه وتعالى، ثم من سواعد وأيادي شعبه الأوفياء.
اسألوا التاريخ لا المناهج الدراسية عن ملك التأسيس من بعد مؤسس التوحيد, سيرة الملك العطرة, التي تفوح بعبق تاريخ ملؤه البطولات والمواقف التاريخية.
فمن بعد ما أذن ملك الإنسانية, وسلطان الخير, وبتشجيع سلمان العروبة, بأن يقام معرض لإزالة الستار والغبار عن سيرة هذا الملك الذي وضع حجر التأسيس لكل ما نراه الآن من مؤسسات حكومية ومشاريع ولبنة التعليم والتقدم الذي نعايشه الآن من مؤسسات تعليمية، فقد كان الرائد الأول في نهضة التعليم والمشاريع الحيوية الضخمة لكل ما نراه الآن من تقدم وحضارة، فقد كان هو اللبنة الرئيسية لكل ما نراه من نهضة في جميع المجالات، فقد أزيح الستار أخيراً عن سيرة الملك العطرة من خلال معرض الملك سعود منذ ما يقارب السنتين في العاصمة الرياض ثم جدة والمنطقة الشرقية ثم البحرين والمقبل في مسقط رأسه الكويت عن حياة وسيرة هذا الملك والإنسان تحت إشراف وبحث عميق ومُجهد من أبنائه البررة الأميرة فهدة والأمير سلمان بن سعود برئاسة الأمير محمد بن سعود وكل أبنائه وبناته لتوضيح وتنقية صورة هذا الملك للأجيال، وقد أنشئ موقع للملك سعود على الشبكة العنكبوتية لكل مَن يريد أن ينتهل من علم تاريخنا وتراثنا وسيرة آبائنا وبطولاتهم وإنجازاتهم.

بروتوكول وإيتيكيت
ماذا عن والدتك الأميرة جميلة؟
ترجع أصول والدتي الأميرة جميلة إلى منطقة اللاذقية في سوريا، ورغم أنها كانت سيدة أمّية، إلا أنها حافظة للقرآن الكريم كاملاً منذ كان عمرها 12 سنة, وتعتبر والدتي من الأميرات اللاتي أنشأن نظام الإيتيكيت والبروتوكول في بيت الحكم في الناصرية, عندما كانت تجهز لاستقبال زوجات الرؤساء وملوك الدول, وكانت تختار الهدايا التي تقدم إليهن من خلال الاتفاق مع قسم البروتوكول وتطلب منهم معلومات عن كل زوجة رئيس، مثلاً: ماذا تحب، وما عطرها المفضل؟ حتى تقدمه إليها.

أهوى الرياضة والمطبخ
ما أبرز اهتماماتك اليومية حالياً؟
اهتم كثيراً بالرياضة, فأنا امرأة رياضية من الدرجة الأولى بدليل أنني حصلت على بطولة في القفز العالي للفروسية في لبنان عام 1974، وكان وقتها عمري 13 سنة, وحصلت أيضاً على بطولة البولينغ وممارسة الكشافة في مدرستي في لبنان، وأيضاً لديّ اهتمامات بالمطبخ وإعداد المأكولات المتنوعة وابتكار الأصناف الجديدة، وبجانب كل ذلك لدي اهتمام كبير في كتابة المقالات التي تنشر في جريدة «المدينة».

سهود خيّالة
مَن تجدين من أبنائك يحمل بعض صفاتك واهتماماتك؟
أجد في بناتي عشقهن لممارسة الرياضة، خاصة ابنتي الوسطى التي تهوى ركوب الخيل، فهي تعتبر خيّالة تدربت في النادي التابع للفارسة «أروى مطبقاني»، وسوف تخوض مسابقة الأولمبياد في سباق الخيل قريباً إن شاء الله.

تربية إسلامية
هل بالإمكان أن تحدثينا عن أبنائك وآلية تربيتهم؟
عندما عدت عام 1986، إلى السعودية، تزوجت وأنجبت خمسة أولاد، الأولى طالبة في كلية دار الحكمة، حيث تدرس الهندسة الجرافيكية، أما ابني الأكبر في السنة الأولى بقسم إدارة الأعمال بالكلية الكندية، وابنتي الوسطى في الصف الثاني الثانوي، وابنتي الصغرى في الصف الثالث المتوسط، أما ابني الأصغر وآخر العنقود في الصف السادس الابتدائي، وقمت بتكريس حياتي لتربيتهم واعتمدت في تربيتهم على أسس التربية الإسلامية الوسطية فهي أفضل نهج يتبعه الإنسان في تربية أبنائه.

أمريكا صدمتني
كيف كانت رحلتك إلى أمريكا في صيف 2007؟
ذهبت إلى أمريكا بسبب إصرار أبنائي على زيارة بلد صاحبة أكبر صناعة سينمائية في هوليوود, لكن اصطدموا بواقع درامي مغاير تماماً عن كل ما رأوه في الإعلام المرئي، وفي نفس الوقت كان درساً لهم بعد اصطدامهم من حقيقة الواقع الأمريكي، وكان المبدأ من هذه التجربة «ليس كل ما تراه يصدق», فوصفي لأمريكا يتلخص في كلمتين (أمريكا امراة جميلة برأس فارغ)، ويعود هذا الوصف لأسلوب الإذلال الواضح من خلال معاملتهم للسائحين، خاصة السياح العرب، وأعتقد أنهم يفتقدون إلى ثقافة استقبال السياح, بالإضافة إلى افتقادهم إلى الثقافة العامة من أخلاقيات تربوية، فقد أصبح مجتمعهم عبر انطباعي الشخصي من خلال رحلتي تلك، مجتمعاً قد انحلّت روابطه الأسرية بشكل تام, وبرأيي أن الدول الأوروبية ما زالت هي الأصل والرائدة بالتعامل والثقافة بمراحل شاسعة.

الحياة العملية
متى دخلت معركة الحياة العملية؟
دخلت معركة الحياة العملية تحديداً من ثلاث سنوات، وبما أنني أهوى إعداد وابتكار الأطباق الشهية، أنشأت شركة مختصة في مجال المطاعم والترفيه، كما أنني أملك مؤسسة تعتني بأحدث تقنيات البيئة.

معوقات العمل
هل صادفت عوائق في تأسيس أعمالك ومشاريعك، أم كانت الأبواب جميعها منفتحة أمامك؟
هناك عوائق ومشاكل صادفتني أثناء تأسيس مشاريعي وأعمالي, ولا يظن الناس أن هناك استثناءات للأميرات دون المواطنات في المعاملات القانونية، رغم أن عدم وجود تلك الاستثناءات يسعدني ولا أتضجر منه كوني أميرة, فنحن نتعامل على طريقة بيروقراطية بسبب قوانيننا التي لا تخدم مصالحنا بشكل عام, فالقوانين العامة لم تتطور مع الزمن لتواكب عصرنا هذا، وأتمنى من الوزارات المعنية تحديث القوانين لتقدم سرعة وإنجاز في إتمام معاملات المواطنين، حتى تنهض وتعمر هذه البلاد بسواعد أبنائها في شتى المجالات، لذلك لا بد أن نتنوع في مصادر الدخل وألا نعتمد على دخل النفط والبترول فقط، بل يجب أن يشمل الاعتماد على الاقتصاد عن طريق إنشاء المشاريع التي تبني أمتنا وتنهض بنا كعالم الدول المصنعة، ويجب أن يعودوا الناس والمسؤولين في الدولة إلى تاريخهم وماضيهم السعودي, ليعرفوا أن سبب ما نحن عليه اليوم يرجع إلى رجال الدولة المهمين أبناء الملك عبد العزيز الذين أسسوا مع والدهم هذه البلاد ووضعوا ركائز جعلتنا أقوى دولة اقتصادياً ومسلمة من الخسائر الاقتصادية الدولية, راجية من الله أن يستكمل الجيل الجديد ما بنوه هؤلاء الرجال.