http://basmahbintsaud.com/officalar/?p=10279
على هامش مؤتمر إثراء المستقبل
الاقتصادي الحادي عشر الذي اقيم في الدوحة شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة
بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود والقت فيه كلمتها الأفتتاحية بجانب وزير الاقتصاد
والمالية لمملكة المغرب محمد بو سعيد، ووزيرة التعاون الدولي السابقة في جمهورية
تونس السيدة آمال عزوز, رئيس البنك الدولي نيويورك علي فندقلي, و وزير الأقتصاد
والتجارة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني ,وبحضور رئيس مجلس الوزراء وزير
الداخلية القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وعدد من الوزراء
والشخصيات السياسية والأكاديمية العربية والعالمية،والذي أختتم أعماله في الدوحة
يوم الخميس الموافق ، ٢ يونيو/ حزيران ٢٠١٦| ٢٥ شعبان
١٤٣٧.
حوار
سمو الأميرة كتبه: رفيعة
الطالعي
7
يونيو, 2016
في حوار اتسم بالصدق والشفافية عبرت الأميرة
بسمة بنت سعود عن آرائها ورؤيتها تجاه عدد من القضايا سواء في بلادها
السعودية أو في العالم العربي. وتحدثت عن أبرز التحديات الاجتماعية والاقتصادية
التي تواجه المرأة على وجه الخصوص وما تقترحه من حلول من أجل أن تتمتع المرأة
بالعدالة والمساواة.
وقالت الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز
آل سعود إن المرأة السعودية أعطيت كثيرا من الحقوق، ولكن حقوقا أساسية نزعت منها
أهمها الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي، وأكدت على ضرورة نزع ولاية الذكور ومنح
المرأة الاستقلال في إدارة شؤونها الحياتية الخاصة.
وذكرت الأميرة بسمة أن من حق المرأة متابعة
أمورها وأعمالها دون التعرض للابتزاز الذكوري، ودون التعرض للعنف بكافة أشكاله.
وطالبت بتفعيل القوانين التي صدرت في بلادها ولم تفعل، مشيرة إلى وجود تفاوت كبير
بين القانون وتطبيقه، ووصفت هذا التفاوت بأنه أساس مشكلة المرأة في السعودية.
وشرحت موضحة أن، المرأة على سبيل المثال، لا
تستطيع في السعودية تمثيل نفسها في الدوائر الحكومية إلا بواسطة وكيل، ولا يسمح
لها بفتح سجلات لأبنائها في المدارس والمستشفيات إلا عبر وسيط من الذكور. وأشارت
الأميرة إلى أن توفر كثير من الخدمات الحكومية الكترونيا في الوقت الراهن سهّل
كثيرا على المرأة وقلل من حجم معاناتها اليومية.
قيادة السيارة أداة ضرورية للمرأة
وفي حوار أجرته الأميرة بسمة آل سعود،
في الدوحة، مع مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، قالت إن قيادة
السيارة حاجة طبيعية وأداة رئيسة للتنقل أكثر من كونها حقا. هي أداة مهمة لاستقلال
المرأة ولكن يجب تهيئة الشارع السعودي أولا لاستقبال المرأة وهي خلف مقود القيادة.
وأوضحت الأميرة إنه يجب إعداد الناس ليتقبلوا وجود المرأة في الشارع، وتدريب رجال
المرور والأمن والشرطة في كيفية التعامل معها، وأن توضع القوانين والعقوبات
المناسبة في حال تعرض المرأة لأي انتهاك أو أذى أثناء قيادتها السيارة.
إن ما يمنع السماح للمرأة بالقيادة الآن،
تقول الأميرة، هو الخوف من تعرض المرأة لانتهاكات نفسية وجسدية. وقالت إن أحد
أسباب نجاح المرأة في الانتخابات البلدية هو تهيئة المجتمع والشارع السعودي،
وتوعية الناخبين الذكور والمجالس، وتوفير آلية محددة وواضحة لكيفية ممارسة المرأة
حقها في الانتخاب والترشح.
مسار القانون الرابع
أصدرت الأميرة بسمة بنت سعود كتاب( مسار
القانون الرابع) في العام 2012 وهو كتاب يقدم رؤيتها للخروج من حالة انعدام
الاستقرار في العالم، وتأسيس نظام لمحاربة الفوضى والانقسام من خلال تحسين الفرص
وتوزيعها بشكل متساو. وقالت الأميرة إنها كتبت هذه الرؤية قبل أحداث الربيع
العربي، وحددت فيها المشكلات التي يعاني منها العالم العربي، مثل البطالة وتأثيرها
في الاقتصاد والتقنيات الحديثة وعدم مواكبة القوانين لها، وغيرها من القضايا.
وقال الأميرة بسمة بنت سعود إنها جمعت
كل أفكارها في هذا الكتاب، "آرائي فيما يتعلق بالنساء والحرية والبيئة،
وغيرها من الموضوعات. واتهمت بسبب ذلك أنه لا اتجاه لها أو هدف، ولكن أرادت
أن تضع رأيا موحدا وشاملا يوضح رؤيتها في وسائل إنهاء الظلم وعدم المساواة في
العالم. وقالت " لقد ارتكبت كثير من الجرائم وأخطاء كبرى في العالم العربي هي
نتيجة للاستعمار والحرب العالمية الثانية، والحل هو مسار القانون الرابع وهو يعتمد
على توفير الأمن والحرية والمساواة بهذا الترتيب. وما أقصده بالأمن ليس أمن الدول،
وإنما أمن الفرد الذي يتحقق بتوفير الحقوق الأساسية للإنسان من مسكن وتعليم ورعاية
صحية، ويجب توفر هذه الحقوق بشكل مستمر وتراكمي ومتساو."
وشرحت الأمير بسمة رؤيتها في كيفية تطبيق
مسار القانون الرابع من خلال استحداث آليات قابلة للتنفيذ أولها هو إصدار قوانين
يمكن تطبيقها، وثانيا تهيئة الرأي العام لمعرفة
وفهم القانون بكل شفافية، مؤكدة أن ذلك يجب أن يحدث على مستوى الشعب بأكمله وليس
على مستوى فئة معينة. وثالثا يجب استحداث آليات لتفعيل القانون في الشارع، ورابعا
الالتزام، عند تفعيل القانون، بتطبيق آلية العقاب والثواب.
حرية التعبير في السعودية
قالت الأميرة بسمة بنت سعود إنه تتوفر حرية تعبير في بلادها
سقفها عال، فلم تحجب مواقع الكترونية في السعودية كما حدث مثلا في الصين وتركيا،
والسعوديون يمارسون حرية تعبير من أعلى المستويات في العالم. فلم يحجب توتير ولا
فيسبوك على سبيل المثال في السعودية. وبشكل عام فإن مشاركة السعوديين في
شبكة الإنترنت تمثل أعلى المؤشرات في العالم.
وأرجعت الأميرة السبب في ذلك هو أن للبلاد قيادة شابة، تؤمن
بحرية التعبير وبحق المواطن في التعبير عن آراءه وأفكاره. وأشارت الأميرة بسمة إلى
مقال لها نشر في مواقع عدة في السعودية ولم يحجب رغم أنه يتحدث عن موضوع قد يبدو
غير مفضل بالنسبة للبعض، المقال بعنوان: الديمقراطية والحرية والتكنولوجيا، تحدثت
فيه عن الحرية والمسؤولية، واعتبرت الأميرة أن نشر مثل هذا المقال وغيره من
المقالات العميقة وعدم حجبها يدل على أن مؤشر حرية التعبير في السعودية مرتفع.
متفائلة بشأن المستقبل
وأبدت الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود
تفاؤلها بشأن الوضع العام في المملكة العربية السعودية وقالت إن بلادها الآن
في أفضل أوقاتها، ومرحلة ما بعد النفط ستكون منطلقا للصناعات والاعتماد على
الحضارة الإسلامية والفكر الصحيح العادل، وأكدت أن هناك مرحلة قادمة من تدفع بمزيد
من الحقوق في ظل الرؤية الجديدة الشابة، التي رسمت طريقا ذا أسس واضحة، وتمد
جسورها في كل الاتجاهات. وأكدت الأميرة اعتقادها بأن انخفاض أسعار النفط سيجلب
المنفعة لبلادها أكثر من الضرر.
وقالت إن الحكومة السعودية تقدم الآن فرصا كثيرة
ومتنوعة للمواطن، وهي حكومة تعتبر المواطن شريكا كاملا. وهناك قوانين جديدة تعطي
مساحات أكبر للناس في مجالات عدة منها مجالات العمل والتجارة، وتؤكد الأميرة بسمة
أنه ينبغي على الشعب السعودي أن يكون صبورا حتى تعطي هذه التغييرات ثمارها، لأن أي
مشاريع جديدة هي كالوليد، عندما يخرج للنور لأول مرة، لابد أن يعطى الوقت الكافي
ليكون قادرا على التنفس. ولهذا يجب الصبر وعدم التعجل للوصول إلى النتائج المرجوة.
وبخصوص المرأة تقول الأميرة إن الباب الآن مفتوح على
مصراعيه للنساء وللشعب السعودي بأسره. والسعوديون حاليا أمام خيارين: أحدهما جبل
للصعود، والآخر هاوية للسقوط، فإما أن يصبح شريكا فاعلا، أو يهوي إلى واد سحيق إذا
كان لا يملك القدرة على التأقلم مع الوضع الجديد.
يذكر أن الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود عرفت
بكتابة المقالات والأعمدة في مجالات متعددة، وهي مدافعة وناشطة
في مجال حقوق الإنسان، وباحثة ركزت على فهم التحديات الاجتماعية في السعودية
وفي العالم العربي والبحث عن حلول لها، وكرست جهدا لدعم الفن الإسلامي النسوي في
السعودية.
رابط اللقاء: