الجمعة، 22 فبراير 2019

المرأة وتحديات القرن الواحد والعشرون


صحيفة “الرأي السعودي” الرئيسية / الرأي الآخر ( بسمة بنت سعود ) الْجُمُعَة ١٧جُمَادَى الآخِرَةُ ١٤٤٠هـ|٢٢ فبراير/شُبَاطُ ٢٠١٩م
في عالم تتضارب فيه معاني حقوق المرأة -التي أنزلت بسلطان علم القرآن و خَص المرأة بسورة كاملة وأنصفها من بين سائر الأديان-  فكانت لكل زمان ومكان، وحريتها.
 صب القرآن علومه وقوانينه لإنصاف المرأة ووضع القوانين الملزمة لجميع المؤسسات والدوائر الحكومية والمدنية، في ضوء ذلك التطور والقانون بدأت الهيئات المختصة في شؤون المرأة تصنع الحماية من كل الانتهاكات الصارخة لكي تستطيع المرأة من خلال ذلك بناء الحضارات مع الرجل، وهنا اتساءل كم امرأة تتصدر وتقود الحكومات أو الشركات -حالياً- على مستوى العالم؟
إذاً المشكلة عالمية ذات عمق نفسي وليست علامة محلية فارقة، لست من أنصار “الأجندات” التي تعنى بتحرير المرأة، لأنها تحول مجرى السياق الطبيعي لمسرى آخر.
ما يحدث اليوم من تسليط “الكشافات” على المرأة، أجبر العديد من الرائدات الاختفاء درءاً لأجندات لا يعلم من هو ورائها إلا القلة من صناع القرارات العالمية، فأصبحنا نرى الْيَوْمَ مسميات تطلق على المرأة: أقوى، أغنى، أجمل إلى آخره من الأوصاف.
نعود إلى وضعنا الحالي الإقليمي وسنة ٢٠١٨، التي أنجز فيها عدد من قوانين التي تخدم المرأة على مستوى الوطن، بفضل الله ثم  الملك سلمان بن عبدالعزيز، الملك “الرشيد” وولي عهده، في المقابل رأيت مؤخراً تقريراً فضائياً يسلط الضوء على أن شعبنا ومؤسساتنا لم يستوعبوا القرارات الجديدة، وضربت مثلاً أن شركات السيارات لا تقبل تأجير المرأة، وهذا  بدوره يطرح سؤالاً جوهرياً، هل العلم والتقاليد والقانون تتسق رؤاهم مع رؤية ٢٠٣٠، بالرغم من كل القوانين لا زال البعض يتصرف وكأن المرأة مواطن رقم٢، ولَم يستوعبو أن القرارات ليست لطبقة دون أخرى.
تواجه المرأة الْيَوْمَ صراعاً بين الموروث والحاضر، لكي تعرف اتجاهها في هذا القرن، وهذه السُنة التي فرضت على المجتمع علينا النظر اليها بمنظور جديد، يعطي ولا يأخذ، يمهد ولا يلغي، وييسر ولا يعسر، ما كان بالأمس حلم أصبح اليوم واقع، يجب التعامل معه بحذّر وشفافية، حزم وعزم للوصول إلى الأهداف المرجوة، ليست صحوة أو ليبرالية، بل اخلاقيات وحقوق جاء بها القرآن والرسول، وكان أول من طبقها في بيته، وترك إرثه في العلم والسنة في يد امرأة قادت جيوش، وتعلمت ركوب الخيل والجِمال والرماية والسباق وغيرها من اجتهادات في العلوم المجتمعية، التي خرجت عن مسارها فأصبح وجه المرأة عورة، وصوتها ووجودها نكره، حتى جاء الحزم وإعادة الموروث إلى مكانه الحقيقي فألغيت كل هذه الأفكار وحلل ما كان حراماً.
الحكمة هنا مع الإصرار وقيادة واعية ورؤية واعدة، استطعنا أن نجتاز العقبة وما ادراك ما العقبة.
ظَهرتُ على التلفاز سنة ٢٠١١، وواجهت ايّاماً صعبة، واليوم نشاهد مذيعاتنا ومبدعاتنا في كل الميادين في شتى القنوات، يجب أن يكون للقصة تكملة لكي ننتهي ونعرف ما لنا وما علينا، وما سيفرض وما سيلغي للأبد، جدلاً لن ينتهي إلا بقانون، في حقبة أصبح الكل يفتي بعكس ما أفتى به في سنين مضت، دعواتنا أن تكتمل الرؤية التي أظهرت أن ما يوجد لدينا من كنوز وعقول وعلوم بشرية ستتفوق على الموروثات والعقبات القبلية، ولسمو ولي العهد بصمة تاريخية في إكمال المسيرة بكل اصرار وعزيمه تحت رعاية “الرشيد” الذي كان ولا يزال معلمنا إلى أن نصل بر الأمان ونخطو بخطى ثابته وندخل عالم وقرن سادت فيه فنون لم نحسن استعمالها حتى اليوم.
 رأي : بسمة بنت سعود


هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم.كيف حال أفضل امرأة بالقرنين وفريدة بالعينين 💐💌

    ردحذف